إنّ ما تشهده الساحة القمريّة من أحداثٍ متسارعةٍ, وتطوراتٍ متلاحقةٍ, وما نراه من صراعٍ على السلطة, والفتن التي تزداد يوما بعد يوم, وغير ذلك من الأحداث المؤلمة التي تصل إلينا من خلال وسائل الإعلام, تجعل المرء حائرا, مما يتوجب علينا الوقوف أمامها وقفة تأمّل, ومحاولة تفسيرها وبيان أسبابها, فلم تشهد الساحة القمرية قتالا على الرئاسة كما نلحظه في السنوات الأخيرة, مع أن التعددية الحزبية في جزر القمر موجودة منذ استقلالها.
والقصد من هذه المقالة تسليط الضوء على بعض الظواهر الغريبة الموجودة عندنا والتي قل أن نجدها في دول أخرى, تلك الظواهر التي هي السبب الرئيسي – حسب تقديري – فيما نحن عليه من الأزمات, وتأمّل معي أخي الكريم هذه الأمور, دولة صغيرة لا يتجاوز سكانها مليون نسمة وفيها أكثر من عشرين حزبا سياسيا! أهكذا تكون الديموقراطية؟! هل يمكن أن تتقدم دولة يحكمها أربع رؤساء؟! أليست هذه فوضى؟! بلد يصنف من أفقر البلاد وَتُجْرَى فيه كل سنة انتخابات, أليس في هذا ما يدعو للاستغراب؟! هل تعرفون أنه وصل الأمر إلى وجود انتخابات لرؤساء البلديات في قرى لا يتجاوز عدد سكانها خمسمائة نسمة؟! أيعقل هذا؟! أن نسمع عن وجود أكثر من عشرين مرشحا في المنافسة على رئاسة جزيرة القمر الكبرى فقط؟! كيف يفسر المواطن العادي هذا الأمر؟ هل الدافع إلى هذا التنافس الشديد هو حب الوطن وخدمة المواطن أم هناك ما لا نعرفه؟ ولكن ماذا بشأن العلماء والمثقفين الذين يصطفون حول هذه السياسات, أليس منهم رجل رشيد؟! أسئلة محيرة بالفعل وإجابتها لن تقل غرابة عنها, لكن الذي أعرفه ويعرفه الكثيرون أن الخاسر الأول والأخير ذلك المواطن القمري البريء الذي يدفع في كل يوم ثمنا باهظا نتيجة لتلك السياسات الفاشلة, والتكتلات الحزبية العقيمة التي لم تُشَكَّلْ غالبا إلا للمكاسب الشخصية والأرباح المادية.
وثمة أمر يدعو إلى الاستغراب والدهشة وهو اعتقاد السياسيين القمريين أن كثرة الانتخابات هي المخرج الوحيد والسبيل إلى الخروج من المشكلات التي نواجهها, وظنوا أن الدولة لا تتقدم إلا بالانتخابات, ولهذا لا نكاد نودع جولة انتخابية حتى نستقبل أخرى, وفي كل جولة تكثر الاحتقانات والمشاحنات, ونسي هؤلاء أن الانتخابات وسيلة وليست غاية, كما أنه قد فاتهم التمييز بين الانتخابات التي هي الوسيلة الشرعية لاختيار الشعوبِ رُؤَسَاءَهَا وبين الفوضى التي لا تنتج إلا مزيدا من الاضطرابات والقلاقل.
ولهذا السبب نلحظ أنه كلما انتخب الشعب القمري رئيسا جديدا وأحسنوا الظن به, وعلقوا عليه آمالهم وتطلعاتهم نحو المستقبل المشرق فاجأهم بما لا تُحمد عقباه, وأعادهم إلى الوراء من حيث لا يشعرون.
وليست هناك حاجة لبيان نتائج هذه السياسات الفاشلة وأثرها السيئ على أهالي هذه الجزر سواء في الاقتصاد أم في التعليم وحتى على المستوى السياسي, فهي واضحة وضوح الشمس, وما الفوضى العارمة التي تجتاح تلك البلاد عنا ببعيد, وما تلك الفوضى إلا نتيجة للأسباب التي ذكرتها ويعرفها الجميع .
وأختم هذه المقالة بالقول بأنه ومع كل ما تقدم مازالت الثقة بالله كبيرة, والأمل في تجاوز هذه النكبات موجود, وبخاصة مع بروز جيل جديد من الشباب الذين بدؤوا يتولون المناصب السياسية العالية والإدارية الرفيعة, والذين وضعوا خدمة الوطن والمواطن نصب أعينهم, وهذا يجعلنا نشعر بعظيم المسؤولية وعظم الأمانة التي حملنا إياها أهلونا وأمتنا.
مما لا ريب فيه ان كثرة الأ حزاب السيا سيه قدنعتبرها عا ملا صحيا فى العديد من الدول الأفريقيه والعربيه حيث نعتبر ذا لك من مؤشرا ت التقدم
الديمقرا طى فى تلك الدول
أم الذى نعتبره الأسوء هو حرمان تلكم الأحزاب السيا سيه المتعدده الأديولوجيات والتى من دون شك كا ن الأولى بأ ن يكون من اولى مبا دئه الأ سا سيه حى وحده البلد والحفاظ على أمنه واستقرا ره وكذا محا ربة العولمة الزا حفه من الدول الغربيه الى دولن الأ سلاميه والعربيه
أما بنسبة لطمو حا ت الشباب نحو المنا صب العليا للدوله فانى اعتبر ذا لك عا ملا ايجا بيا اذا كا ن هدفه الرءيسى هو من بثق من دافع اصلاحى للبلد وكذا ا لمحا فظه على تقا ليد ومبا دء ه وكذالك محا ربة الفساد والمفسدين
شكرا لكم”<
<محمد ولد ميلود/كا تب سيا سى مو ريتا نى.<0022248216120
mohamed_120013@yahoo.com
لا فض فوك احسنت الكلام والمرام وعرضت وعرضًت الحقيقة دون شك لك كل الخير وحمى الله الاوطان
با رك الله فيك
محمد: أتفق معك فى جميع الأفكا ر و نشكرك على هذ التعليق الذى جمع كل الكلام الجميل الها دف ونتمنى أن يجرى هذ المو قع مقا بله تتحدث فيها عن الثورا ت السيا سيه فى العا لم العربى
وما هى الحلول التى يستطيع بها العالم العربى النجات من الأطما ع الأحتلا ليه من قبل العا لم الغربى الطا مع فى ثروا تنا
قد أتفق معك أخي محمد علي ما ذكرت من أن كثرة الأحزاب تعد مؤشرا إيجابية للتقدم ولكن ليس بهذه السذاجة الفكرية والأيديولوجية التي نشهدها علي الساحة السياسية الحزبية في جزر القمر،نعم هي قيمة سىياسية وإجتماعية كبيرة،فهي تعني التعددية في الفكر السياسي أي توزيع السلطات عن طريق ترتيبات واجراءات أو أشكال مؤسستية…لخ ولكن لاتتحقق هذا إلا كنتيجة أو تأثرا للمتغيرات والتحولات في الدولة التي تتوفر فيه هذه الأحزاب بمعني…أن تبلور الأحزاب السياسية فعليا يرتبط بدرجة لابأس بها من التحديث والتنمية السياسية والفكرية للدولة،بخلاصة شديدة أن فكرة التعددية الحزبية أو المشاركة السياسية بشكل عام جيدا ولكنها تبقي حلم بالنسبة لدول تحكمها أنظمة سياسية فاشلة ومستبدة وبائسة ككل الأنظمة السياسية القمرية التي حكمت البلاد منذ الاستقلال إلي الآن..