ها نحن اليوم في الذكرى الخامسة والثلاثين من الاحتلال والوجود الغير قانوني لفرنسا في جزيرة مايوت. خمسة وثلاثون عاما من الألم والفراق وتحمل الاهانات الفرنسية وما زال معركة “قضية الموت” مستمرة . خمسة وثلاثون عاما وفرنسا تحاول بكل ما أتيحت من قوة وبمساعدة أزلامها من أبناء جلدتنا لدفن قضية جزيرة مايوت لكنّ الشعب القمري بالرغم من قلة حيلتها تأبى إلا أن تنادي إلى وحدة أرخبيل جزر القمر بكل جزرها الأربعة كما نص عليها وثيقة انضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة بتاريخ 12 من نوفمبر عام 1975.
قد شهد ذكرى المطالبة بجزيرة مايوت هذا العام تطورات غير مسبوقة تستحق وقفة احترام، فسواء من المؤسسات السياسية والحكومية وكذلك مؤسسات المجتمع المدني، دعت الكل بحد سواء إلى ضرورة الغاء “تأشيرة بالادور” التي أنشأها حكومة ادوارد بالادور عام 1994 وتمنع بموجبها أهالي جزر القمر من السفر إلى مايوت.
كما اتهم بعض كبار السياسيون وممثلون من المجتمع المدني فرنسا أن تكون هي المتحملة الوحيدة لأرواح أكثر من عشرة آلاف شخص قضوا نحبهم غرقا في مياه جزيرة مايوت في محاولة للتسلل إلى الجزيرة.
أما من جانب المجتمع المدني فلم يقف الأمر عند مجرد التعبير والدعوة باللسان بل وتجاوز إلى اتخاذ خطوات جبارة تساهم في دفع القضية إلى الامام وفي نفس الوقت تمنع من نسيانها أو دفنها كما صرح بذلك ادريس محمد ناشط ومنظم في لجنة مايوت ” لا يجب علينا دفن مسألة قضية مايوت”.
هذه اللجنة (لجنة مايوت) التي تم انشائها عام 2005 قررت هذا العام أن تنظم قراءة جماعية للقرآن الكريم على أرواح غرقى جزيرة مايوت كما قررت كذلك إقامة أمسية شعرية خدمة لقضية احتلال مايوت.
وقد لاقى هذه الخطوات قبولا من قبل الحكومة حيث تقررت إقامة حفلة رسمية غدا السبت في قصر مجلس الشعب. وسيلقي الرئيس السابق أحمد عبد الله سامبي كلمة في هذه المناسبة. أما أهم ما سيميز الحفلة فهو ورشة عمل للبحث في مسألة نقل العاصمة من مدينة زاوزي (مايوت) إلى مروني، حيث سيرأس الورشة أحد أهالي جزيرة مايوت.
ويجدر الاشارة هنا إلى أن نقل العاصمة من مايوت إلى جزيرة القمر الكبرى كانت من أهم الأسباب التي دعت أهالي مايوت إلى التصويت لصالح البقاء الفرنسي انتقاما منهم.
عمر الأمين