لقي ثلاث أشخاص على الأقل مصرعهم مساء السبت بعد غرق قارب بين جزيرة القمر الكبرى وجزيرة موهيلى. هذا وقد تم انقاذ ١٢ شخصا آخرين وإحالتهم إلى مستشفى فومبوني.
ونذكر هنا أن حوادث غرق قوارب الصيد المحملة بالقمريين هو مسلسل يعود إلى وقت بعيد. ويعد أكثرها دموية تلك التي بدأت منذ عام ١٩٩٤ بعد فرض الحكومة الفرنسية تأشيرة بالادور على القمريين للدخول في الجزيرة حيث أخذ الناس يتسللون إلى الجزيرة مستقلين قوارب الصيد الصغيرة. وبالرغم الحوادث المتكررة التي تؤدي إلى قتل العشرات وفقدان عشرات أخرى فما زال الكثير يدفعون كل غال ونفيس لمحاولة الدخول في الجزيرة للعلاج أو طمعا في الحصول على فرصة عمل.
ويعود آخر كارثين إلى يومي السبت والأحد ١٩ و٢٠ الشهر الجاري حيث غرق القارب الأول يوم السبت وتم إنقاذ أربعة أشخاص وإحالتهم الى مستشفى مدينة دوموني. ولم يتم تحديد عدد من كان في القارب بسبب فرار الناجين من المستشفى قبل أن يتمكن الشرطة من التحدث إليهم. ومن المحتمل أن يكونوا من المعبرين المنظمين لهذه الرحلات غير الشرعية. أما الحادثة الثانية فقد وقعت في اليوم التالي ولم يتم تسجيل أية حالة نجاة، كما لم يتم تحديد عدد المفقودين.
ويجدر الاشارة أن هناك نوعان من هذه الحوادث. أولهما هي الحوادث التي تحصل بين الجزر الثلاثة المستقلة حيث يقوم الكثير من القمريين باستقالة قوارب الصيد الصغيرة للتنقل بين الجزر الثلاثة لا سيما بين القمر الكبرى وموهيلي حيث هناك رحلات يومية تنطلق من مدينة شنديني إلى موهيلي. وذلك لغلو أجرة المواصلات الجوية والبحرية بين الجزر.
ومع زيادة عدد الضحايا كل يوم فإن الحكومة القمرية لم تتخذ إجراءات كافية للحد من هذه الحوادث وإنما تكتفي الحكومات المتعاقبة بإلقاء اللوم على فرنسا متناسين في ذلك تلك الحوادث التي تحصل بين الجزر المستقلة.
أما فرنسا من جانبه فيقوم بإلقاء اللوم على الدلة القمرية فيما يخص الحوادث التي تقع قرب مايوت. أما فيما يخص الحوادث التي تقع بين الجزر الثلاث فتعتذر دولة القانون والمساواة الانسانية عن عدم التدخل لإنقاذ الضحايا فيما نقله صحيفة مايوت هيبدو على موقع: أن الخدمة الفرنسية لتنسيق بعثات الإنقاذ الموجودة في مايوت لم تحصل على طلب للمساعدة من قبل الحكومة القمرية وعليه فلا يمكنها التدخل في مياه جزر القمر. وكأن فرنسا تعترف أم تحترم سيادة جزرالقمر.
تحديث 28/08/2017 الساعة التاسعة:
حسب ما أفاد به الإذاعة الوطنية ORTC فقد بلغ عدد الضحايا 3 أشخاص بينما المفقودين 11 شخصا والناجين 14 شخصا.