تساؤل حول السفينة التي كادت تغرق في مياه تركيا حاملة لعلم جزر القمر
ذكرت موقع صدى البلد تحت عنوان: “تركيا :إنقاذ سفينة شحن تابعة لـجزر القمر” أن البحرية التركية
تمكنت من انقاذ سفينة شحن من الغرق وكانت السفينة التي تحمل علم جزر القمر كما بينها صدى البلد قد أرسلت نداء استغاثة طلبا للمساعدة اثر تسرب المياه إليها في وقت مبكر من صباح اليوم الاحد، وبعد التدخل السريع تم سحب السفينة إلى ميناء “اريجلي” التركي المطل على البحر الاسود.
وقال “ايرول أي يلدز” محافظ “زونجولداك” بشمال تركيا لوكالة أنباء الاناضول التركية اليوم إن المياه بدأت تتسرب للسفينة التي تحمل علم “جزر القمر” ، من غرفة المحركات بعدما أفرغت حمولتها من معادن “الخردة” في مقر شركة لصناعة الحديد.
والصلب ثم بدأت في الابحار مرة أخرى.
وكانت السفينة في طريقها إلى بلغاريا عندما تسربت إليها المياه على بعد ستة أميال من بلدة “اريجلي” التركية.
وأضاف أنه تم إرسال سفينتي إنقاذ إلى المنطقة بعدما بعث قبطان السفينة بنداء استغاثة، حيث تم سحب سفينة الشحن إلى الميناء المذكور بمحافظة “زونجولداك” بواسطة قارب قطر.
وأشار إلى أن أفراد طاقم سفينة الشحن وعددهم ثمانية أفراد في حالة مستقرة وأنها ستتجه إلى بلغاريا بعد إصلاحها في حوض للسفن.
وهنا حيث انتهى رواية صدى البلد للحادثة أتساءل إذا ما كانت حقا هذه السفينة قمرية أو على الأقل إن كان للدولة علما بوجودها أصلا، أم أنها لعبة حقيرة أخرى لبعض رجالات الدولة الذين يسمحون لأنفسهم في بيع علم الدولة مقابل مصالح شخصية لا صلة لها قريبة كانت أم بعيدة بمصلحة المواطن أو الدولة.
إن نوع الحمولة التي كانت تحمله هذه السفينة كافية للجزم أنها ملكيتها لا تعود لدولة جزر القمر لكن يبقى الاحتمال الوحيد أن يكون شراكة بين الدولة وشركات أجنبية لكن عدم الاشارة إلى أي نوع من هذه الشراكة في الصحف الوطنية تقلل من شأن هذا الاحتمال لا سيما مع التفاخر التي ترافق اعلان الدولة عن أي شراكة تقيمها في الخارج صغيرة كانت أم كبيرة.
وجدير بالذكر أن هذه ليست أول مرة نسمح فيها عن حادثة سفينة تحمل علم جزر القمر، ففي ديسمبر 2011 قالت السفارة العمانية بالقاهرة فى بيان لها أنه تم إنقاذ سفينة تجارية تعمل علم جزر القمر فى اللحظات الأخيرة قبل غرقها بعد تعطل محركها فى المياه الإقليمية العمانية المتاخمة لولاية مرباط بمحافظة ظفار.
لم نسمع ولو مرة واحدة عن أي شراكة أقامها الدولة مع أسطول بحري لأي دولة عربية كانت أم أجنبية، لذا فالاحتمال المرجح أن تكون حمل هذه السفن لعلم الدولة شراكة فردية أقامها بعض الزعماء باسم الدولة.
ويجدر الاشارة كذلك أن ظاهرة السفن التي تتجول رافعة علم جزر القمر معلنا بهذا تابعيتها للدولة ليست بجديد ففي عام 2006 بينما كنا في زيارة لجزيرة أرواد السورية ضمن رحلة نظمها طلبة جزر القمر في سوريا فوجئنا بسفينة عظيمة ترفع علم جزر القمر في وقت لم تكن تملك الدولة سفينة تبحر لأبعد من جزيرة مايوت.
أعترف صراحة أن اهتمامي في ذلك الوقت عن سبب رفع تلك السفينة لعلم دولتي لم يتجاوز مجرد السؤال لزملائي، مع أني كنت أملك الحجة لأهتم أكثر، لكن ها نحن بعد ست سنوات أعود وأسأل نفسي لماذا توجد أسطول كامل ترفع سفنها علم جزر القمر لكن ما زال الشحن البحري إلى جزر القمر شبه معدوم في البلدان نفسها التي تبحر تلك السفن ؟ وكم هي فعلا عدد السفن التي ترفع علم جزر القمر وتعلن تابعيتها لها مع أن جزر القمر لا تملك سفينة قادرة على الابحار أبعد من مدغشقر ؟