الأربعاء, نوفمبر 27
Shadow

مَثَلُ كُلِّ الأَشْيَاءِ الرَّائِعَةِ… الرواية الفائزة بجائزة المركز الوطني للتوثيق والبحث العلمي بموروني

ولا كالليالي كأنما هي:

سحابة عطر …
وضوء بدر …
وعالم من الجمال والسحر …
تلك الليلة التي استقبلتِ فيها الفاتحين العرب, يحملون معهم أغلى هدية في الوجود, فرح بمقدمهم كل شيء … وبدا القمر فيها بدرا مضيئا أخاذا .. !! بدا سيد الموقف بلا منازع, كان يرسل نوره كخمائل من حرير أبيض شفيف ..!! في جمال يفوق الوصف, شعروا أنه هنا أجمل منه في أي مكان آخر, فمنحوك اسمه, فأصبحت منذ ذلك الحين تفخرين بهذا الاسم الجميل “جزر القمر” وتفخرين أكثر بأن الإسلام دينكِ, ولسان العرب لسانك … ! )).
بهذه المقدمة الجميلة بدأ الدّكتور عبد الله بن صالح العريني روايته الرائعة: مَثَلُ كُلِّ الأَشْيَاءِ الرَّائِعَةِ.
وهي رواية أدبية تجري أحداثها ووقائعها في جزر القمر, وتتناول خصوصية الحياة في تلك البلاد بكل مفارقاتها وغرائبها, كما أن جل أبطال الرواية وشخصياتها قمريون.
والدكتور عبد الله بن صالح بن محمد العريني أستاذ جامعي وأديب سعودي, عضو في رابطة الأدب الإسلامي, زار جزر القمر عام 1420 هـ – 1999 م على رأس وفد من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض, لإقامة دورة شرعية فيها, وقد أحبها وحبب الناس إليها, لذا أخرج للقارئ العربي هذه الرواية الأدبية, وهي واحدة من رواياته المشهورة بـ (روايات الأدب الإسلامي), فقد سبق له أن ألف روايتين:
الأولى بعنوان: (دِفْءُ اللَّيَالِي الشَّاتِيَةِ) وهي رواية تتحدث عن أمريكا.
والثانية بعنوان: (مَهْمَا غَلاَ الثَّمَنُ) عن إندونيسيا.
ثم ألف بعد ذلك: (مَثَلُ كُلِّ الأَشْيَاءِ الرَّائِعَةِ) التي أتحدث عنها.
وتقع هذه الرواية في 202 صفحة من القطع المتوسط, وصدرت عن دار كنوز إشبيلية للنشر والتوزيع بالرياض عام 2004 م.
وهذه الرواية تعد إضافة أدبية متميزة للمكتبة العربية, كما أنها تعد جديدة في موضوعها, حيث لم يسبقه إليها أحد – فيما أعلم – فعلى الرغم من أن الحديث عن جزر القمر موجود في كتب المؤرخين على شكل معاجم تاريخية وجغرافية, إلا أن هؤلاء المؤرخين صرفوا النظر عن الاهتمام بالجانب الإبداعي والأدبي, وكان همهم التوثيق والتعريف بهذه الجزر, على خلاف ما نجده في هذه الرواية, فهي رواية تُعْنَى بالجانب الأدبي.
وتتحدد البطولة الرئيسة في هذه الرواية في الشخصيات الآتية:
مهدي موهيلي: مدرس.
جميلة: زوجة مهدي موهيلي.
كومبا: مدرس.
آسية: زوجة كومبا.
وتتضمن هذه الرواية أحداثا شيقة عن جزر القمر, حيث قام المؤلف بتتبع كثير من الأعراف والتقاليد والطرائف المعروفة المنتشرة لدى معظم القمريين, كالزواج الكبير, وهو ما يُعرف بِـ (الْعَادَة), والمعجون الذي تضعه النساء القمريات على وجوههن للزينة المعروف بِـ (مْسِندَانُ), كما تناول عددا من الأمور التي تميز هذه البلاد من غيرها, كالأمن المنتشر في تلك البلاد, ووجود السمكة المعروفة (السّلاكَانت) في مياهها, إضافة إلى انفرادها بزهرة (اللَّانْغْ لَنْغْ) التي تصنع منها أشهر العطور الباريسية العالمية وأغلاها, وغير ذلك من الأمور التي سيلحظه القارئ, وذلك بأسلوب سهل جذاب وكلمات مؤثرة وعبارات جميلة.
وقد ربط صاحب الرواية بين جزر القمر ومدغشقر, لما لهذين البلدين من علاقة أخوية تاريخية قوية, ففي أثناء الرواية نراه ـ أحيانا ـ ينتقل بالأحداث من (مُرُونِي) إلى (تَنَانَارِيفُو)؛ لِيُعَلِّمَ القارئ الارتباط الوثيق بين البلدين.
فالرواية إذن جديدة في موضوعها, فريدة في مضمونها, وهي رواية مثيرة من بلد عربي إسلامي, لا يكاد كثير من الناس يعرف عنه شيئا, وحقا إنها رواية ممتعة جديرة بالقراءة.
بقلم/أحمد محمد طويل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *