تمر جزر القمر – في السنوات الأخيرة – بظروف سياسية عصيبة, وتحولات جذرية مخيفة, وتطورات متلاحقة, فالأحداث تتسارع من يوم لآخر, والمؤامرات تحاك علينا من هنا ومن هناك, وذلك بطريقة مرسومة ومجدولة في بعض الأحيان.
ولذلك كان من الواجب على كل غيور على القمر وأهله أن يبادر إلى التحذير من نتائج هذه الأحداث, ويبين للمجتمع مدى خطورتها.
وما مِن شك أن جزر القمر من الدول القلائل التي تتميز بانتماء شعبها إلى دين واحد, بل وإلى مذهب فقهي واحد, وهي بذلك استطاعت أن تحافظ على وحدتها واستقلالها.
فلم يعتنق القمريون – على مَرِّ الأزمان – دينًا غيرَ دين الإسلام, ولا مذهبًا غيرَ مذهب أهل السنة والجماعة, ولم تنتشر بينهم الصراعات المذهبية ولا العصبيات القبلية, وإنما اشتهروا بالتآلف والتعايش السلمي الذي قل نظيره في العالم.
لكنه في السنوات الأخيرة قد ظهر مِن بني جلدتنا ناس يدعون إلى دين غير ديننا, ويعملون على نشر عقيدة ...